الحكمه من وفاة الاولاد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد طب القلوب و دواؤها و عافية الابدان و شفاؤها و نور الابصار و ضياؤها و لعى آله و صحبه أجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين:

وفاة أبناء الرسول صلى الله عليه و سلم الذكور و حكمتها:

إن ابن النبي صلى الله عليه و سلم لابد أن يكون نبيا, و لو عاش ولد من أولاد الحبيب صلى الله عليه و سلم لكان نبيا بعده, و لو كان نبيا بعده ماكان هو صلى الله عليه و سلم خاتم الانبياء و المرسلين......
إنها حكمة الرب سبحانه و تعالى البالغة... لذا قرر القرآن الحكيم هذه الحكمة و أجاب على الشاتمين للرسول صلى الله عليه و سلم ...........فقد تطاول عليك الكفار يا محمد (صلى الله عليه و سلم) و نادوك بالابتر (اي المقطوع) لكن الله سبحانه و تعالى قال:c إنا أعطيناك الكوثر(1) فصل لربك و انحر (2) إن شانئك هو الأبترd سورة الكوثر
و المعنى: أي كيف تكون أبترا و قد رفع الله تعالى لك ذكرك فصرنا نقول يا رسول الله( صلى الله عليه و سلم) في الاذان و في الاقامة و كل شيء......... و كيف تكون أبترا و قد أعطاك الله الكوثر و هو نهر في الجنة؟؟؟
أنت يا رسول الله خاتم الانبياء و المرسلين, و لو عاش لك ولد يخلفك في الدنيا لابد و أن يكون نبيا مثل أبيه و كيف يكون نبيا بعدك و أنت خاتم الانبياء؟
و قد بين القرآن العظيم هذه الحكمة البالغة بأنه لم يوجد ليكون أبا لأحد من الرجال و إنما ليكون آخر المرسلين, قال الله تعالى:c ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين و كان الله بكل شيء عليماd
سورة الاحزاب الاية 40.
إن الابتر الحقيقي يا محمد هو الذي يضايقك بهذا القول لانه لن ينفعه ماله و لا ولده و ليس له بعد موته الا الخلود في النار.........حيث لا عمل له و لا قيمة له و لا رجاء له و مصيره جهنم و بئس المهاد...و هذا جزاء كل من يعتدي أو يهين كرامتك يا أشرف المرسلين صلوات الله عليك و سلامه يا حبيبنا.
و لموت أبنائه صلى الله عليه و سلم حكمة أخرى و هي البلاء. فكان رسول الله أشد بلاء من الخلق أجمعين, حيث مات أبوه قبل أن يراه و ماتت أمه و هو صغير و مات جده ثم عمه الذي كان يحميه ثم ماتت زوجته الحنون الوفية خديجة رضوان الله عليها...........و ها هو الان يموت له له أولاده ..و مع كل هذا فهو الخلوق الصابر ..و لتكون حكمة الله تعالى في أن يبتلي حبيبه محمد صلى الله عليه و سلم عبرة للناس, لانه أحب إنسان الى الله عز و جل و مع ذلك ابتلاه بلاء عظيما . و ليعلم الناس أنه كلما زاد الايمان و الحب لله تعالى زاد الابتلاء.
و الله أعلم

صلى الله عليه وسلم بارك اللة بيك