كم من مرة تحملين طفلك الى فراشه وتقبلينه متمنية له
نوما هنيئا، ليفاجئك بعد دقائق بوقوفه امامك وسط صالة
المنزل متعللا بأية حجة كانت كي لا ينام؟ السبب
الرئيسي هو عدم رغبته في النوم وطلبه مشاركتكم جلستكم. وقد
تصل هذه الحالة الى معركة بينكما تنتهي بفقدانك السيطرة
على اعصابك وبصراخه الهستيري وتمرده. ما الذي يجعله يعاود
النهوض من فراشه؟ ولماذا يرفض العودة الى الفراش، وما هي
الحلول العملية لحالة كهذه؟لماذا يرفض
النوم؟في الساعة الثامنة مساء، تضعين طفلك الذي يبلغ
العامين من عمره في فراشه وتخبرينه ان اليوم كان طويلا
ومزدحما والآن حان وقت الراحة، متمنية له احلاما سعيدة،
فلا زالت هناك مسؤوليات كثيرة تنتظرك في المنزل وانت
بانتظار نومه لتكملي ما لديك من مهام، ولكن بدلا من قضائك
الفترة الباقية في انجاز هذه المسؤوليات، ينتهي الامر
بترددك المستمر الى غرفة طفلك محاولة ايواءه الى فراشه،
وقد تستمر هذه الحالة لمدة ثلاث ساعات احيانا، بعد ان
تكوني قد وضعته في فراشه لاول مرة!. حجة الطفل هنا كما
اخبرتنا الاختصاصية النفسية بعلم نفس الاطفال، كارولين
سميث في مؤسسة الصحة البريطانية، ان هناك الكثير مما يجب
ان يفعله بوقت قصير. لذا تجدينه يصارع النوم ويتحجج بعشرات
الحجج رغبة في السماح له بقضاء اوقات اضافية مع بقية افراد
الاسرة. انه يريد ان يكون له جزء مما تفعلونه وفي نفس
الوقت يفهم انه منفصل عما تعملونه وبرفضه للنوم يود
التعبير عن استقلاليته بهذه الطريقة.كيف تتهيئين
للمعركة؟علمي طفلك النوم بمفرده: طفلك ذو العامين عليك
بتهيئته للنوم بمفرده عن طريق اعداد روتين يومي يمكن ان
يبدأ بالحمام وقراءة قصة ثم الايواء الى الفراش حيث
تجعلينه يتوقع ما سيحدث باستطاعتك ايضا اخباره انه
اذا رقد في فراشه فانك ستعودين اليه بعد خمس دقائق لتطمئني
عليه. دعيه يشعر بالأمان وبأنك ستكونين بقربه.لا
تدعيه يتمادى الاطفال ماهرون جدا في المساومة والحيل:
خاصة وقت النوم ولأنه يتمتع بأوقاته معك فإنه سيقضي وقتا
اطول محاولا ان يطلب منك او يسألك فقط ليجعلك بقربه في هذا
الوقت. فلا تتفاجئي من هذا التصرف ومن محاولاته للماطلة،
توقعي انه خلال دقائق سيطلب اكثر من مرة شرب الماء، ثم
يناديك لطلب آخر. عديه بقضاء وقت مميز في صباح الغد واطلبي
منه ان يفكر بما يود فعله لتشغلي ذهنه بما يتعبه ويجعله
يخلد للنوم.قدمي اختيارات مثلما تحدثنا عن رغبة
في الاستقلال فلا بد من ان نطبق هذه المعلومة عمليا، فاذا
كان طفلك يعاند وقت النوم، فحاولي ان تكوني مرنة في امور
اخرى. مثلا دعيه يختار البيجاما التي يود ارتداءها بين
اثنين واتركي له مهمة اختيار القصة التي يريدك ان تحكيها
له. حاولي ان تضعي بينك وبين نفسك لائحة من المسموحات
لتقديمها لطفلك وقت الحاجة، هكذا سيختار هو ولكنك ستبقين
الفائزة مهما كان اختياره. كوني هادئة ولكن
حاسمة حاولي ان تقفي على ارض صلبة عند بكاء طفلك لذهابه
للنوم: حتى وان كنت مرهقة ومحبطة من محاولاته، فحاولي
السيطرة على اعصابك. تحدثي بهدوء وبصوت منخفض واصري انه
عند وقت النوم لن يكون غير النوم. استجيبي الى
طلبه بالسماح له بخمس دقائق اخرى من الاستيقاظ فهذا يعني
انك ستعاودين الكرة مرات متعددة. بعض الاطفـال
يصابون بحالة من الهستيريا والبكـاء لشده صراخهم ويبدون
كأنهم على وشك الاغماء فلا تقلقي وتعاملي مع الطفل او
الطفلة في هذه الحالة ولكن بحسم، احضنيه وهدئيه دون ان
تسمحي له بالتمادي.انقلي طفلك إلى فراش
اكبرمع اقترابه من عمر الثالثة سيكون طفلك مهيئا لنقله
الى فراش اطفال اكبر. اجعلي عملية نقله الى فراش اكبر
مناسبة تشعره بأنه قد كبر وانه بامكانه الذهاب الى فراشه
بمفرده. وتأكدي من ان تكافئيه في اليوم التـالي ان بقي في
فراشه طوال الليل.ملاحظة: لا تتوقعي نجاحا
مستمرا، فاحيانا يكسر القاعدة ويفاجئك بالنهوض في منتصف
الليل او قبله.. لا تنزعجي وتغضبي، ببساطة خذيه لفراشه
ثانية واخبريه انه وقت النوم، قبليه ثم اتركيه. هدوؤك
وحسمك للامر سيجعله يتأكد بأن لا مجال للصراع، والمعارك لن
تكون مجدية، فليس افضل من النوم الآن