أعاد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الجراح المصرية في تنظيم مونديال 2010 إلي الأذهان من جديد وزاد من آلامنا وآمالنا بعد تصريحه بترشيحه لعديد من الدول لاستضافة المونديال القادم في حالة استمرار القصور الجنوب افريقي في الوفاء بالتزاماته وتعثر خطواته في استكمال البنية الأساسية.. أخطر ما في التصريح ان قائمة الدول المرشحة ليس من بينها دولة افريقية صاحبة الحق الأصيل في استضافة أولي مونديايلات التاريخ.. لعمق الجراح المصرية ويعيد إلي الأذهان ذكريات الألم والأمل.. الألم من جراء ذكريات مريرة مازالتا نتجرعها حتي الآن.. والأمل في أن تكون مصرنا الغالية ضمن قائمة الدول المرشحة ولكن حتي هذا الأمل استكثروه علينا.. ورغم ألمي وآلامي ولكن لدي جوزيف بلاتر بعض الحق.. رغم يقيني أن تصريحاته لاتزيد علي مغازلة لبعض الدول المرشحة وعملية ضحك علي الذقون يجيدها بلاتر واتقانه اللعب بالبيضة والحجر.. فالرجل تبني عملية التناوب بين القارات ليس حبا في افريقيا ولكن مغازلة لأصواتها الانتخابية فضلا عن حفظ ماء وجه اتحاد دولي بعد فوز الجانب الألماني بتنظيم مونديال 2006 علي حساب جنوب افريقيا بفارق صوت واحد وعملية مشبوهة ستظل رائحتها تزكم الأنوف في أروقة الاتحاد الدولي وتؤرق جنبات زيورخ السويسرية الهادئة.. أما حكاية الأمل فدعونا نقول الحقيقة وبعيدا عن المزايدات فأي عملية تنظيم سرعان ما نجد انصاف الكفاءات "وكدابين" الزفة يمتطون صهوة لجانها لذلك فلن تخلو أي بطولة قمنا بتنظيمها من علامات الاستفهام وإذا كان الفشل والعجز حليفنا في عملية بيع تذاكر مئوية الأهلي أمام برشلونة وأسفي شديد أنني أجد ان هناك من يدافعون عن هذا الخطأ بدلا من الاعتراف به وقبلها كان الفشل حليفنا في بيع تذاكر المونديال الأفريقي الأخير.. فبامارة إيه يعود إلينا الأمل من جديد.. بامارة تركنا لأكبر الصروح الرياضية ألا وهو الزمالك فريسة علي مائدة اللئام وكان الفشل حليفنا في ادارته ليتحول من صرح شامخ إلي ذكري يومها أخدنا نتلمس الأسباب للمخربين داخل الجدران ثم نجيء اليوم لنعيش علي رحيق الأمل فهذا مرفوض وان كان لدي اتحاد الجبلاية أي بعد نظر فعليه اصدار بيان للتأكيد علي جنوب افريقيا في حقها في تنظيم المونديال ووضع كافة خبراته الفنية وامكانياته تحت أمر اتحاد جنوب افريقيا لأن فوزها يعني نجاحا لكل ماهو أفريقي وسيحول دون نوايا الاتحاد الدولي بالردة ولحس كلامه عن عملية التناوب بين القارات وبالطبع فإنني أعرف تماما أنه ليس سهلا أن تكون فيلسوفا في غابة المجانين ولا قديسا في مجتمع الشياطين ولا ضاحكا مبشرا مستبشرا في أمة أعياها الانين ولكن الوحيد الذي يستطيع أن يفعل كل ذلك هو جوزيف بلاتر.. الذي يتحدث عن المشرق الأوروبي وهو يغازل الشمال الأمريكي وعن قدم الغرب الأوروبي بنفس الحماس عن القدم اللاتينية دون انقاص أو مزايدة.. بلاتر يشعر الجميع بأنهم في قارب واحد ولكنه من فرط ذكائه قادر علي رمي الجميع من القارب ان أراد.. وقدرته فائقة في الحديث عن هموم الأسرة الكروية وجاء أخيرا ليثير الزوابع في جنوب افريقيا بتصريحاته وأعاد ذكريات القدم المصرية الأليمة!!
* نقلاً عن صحيفة "الجمهورية" المصرية